لو قدم لكل واحد منا هذا السؤال:
هل تريد استحسان الناس لك ‘واعترافهم بقدرك وقيمتك ؟لكان الجواب:
نعم .
ولو قدم لكل واحد منا هذا السؤال الآخر:
هل تكره أن تستمع الى من يداهنك‘ ويتملق لك دون تقديرك ؟
لكان الجواب:نعم‘أيضاً.
واذا كان المرء يريد استحسان الناس له‘ واعترافهم بقدره ‘وقيمته ‘ ويأبي لنفسه أن لايقدره الناس‘أليس الناس -أنفسهم -يحبون أن يعاملوا بإعتراف
المرء بقدرهم وقيمتهم ‘ ويأبون لأنفسهم أن لايقدرهم؟
لاشك في أبداً‘ فالناس يحبون أن يعاملوا كما يعاملون‘ فهم يحبون من يحب لهم الخير ويكره لهم الشر ‘ كما يحب هو الخير لنفسه‘ ويكره لها الشر.
إنه لمبدأ عظيم جداً‘ ماأن يلتزمه المرء حتى يدخل الى قلوب الناس سريعاً
فيحبونه من كل أعماقهم ‘ كما يحبهم هو من كل أعماقه. وهل هناك حب أسمى من أن يحب المرء للناس مايحبه لنفسه‘ ويكره لهم مايكره لها؟
فما اجمل الإنسان حينما يحب للناس مايحبه لنفسه ‘ويكره لهم مايكره لها!إنه يصبح محبوباً بينهم ‘يذكرونه بكل خير ‘ ويفرحون مسرورين حين ملاقاته ‘
ويشعرون بالوحشة حين مفارقته‘ مثله كمثل العندليب: لايمل الناس من جماله‘ ومن ألحان تغريده. يسبغ الحب والتقدير على من يلقاه من بني البشر ‘
ويشاركهم آمالهم‘ وآالا مهم ‘ وقضايهم ‘ويسعى في خدمتهم ‘ وفي قضاء حوائجهم .
وماأخسر ذلك الإنسان الذي يسيطر عليه حب الذات ‘ والروح الأنانية‘ والجشع فلا يهمه أن يشقى الناس جميعاً ‘ ويظل هو السعيداً وأين هو من السعادة؟!
وأن يصبحوا في عناءوتعب ‘ويكون هو في راحة ورفاه! وماأبعد حب الناس وودهم له‘ ذلك الذي لايفكر إلافي أناه ‘ وفي منافعه الشخصية حتى لوكانت على حسابهم!
من هنا لكي يصبح المرء محبوباً بين الناس خليق به أن يعي جيداً ويطبق هذه القاعدة السلوكية الانسانية:((احب لأخيك ماتحب لنفسك ‘واكره له ماتكره لها))
ولينظر المرء في معاملاته التي يجريها مع الناس في يومه وليلته‘ ليرى هل هوفي تماس مع القاعدة أم بعيد عنها؟ فإذا كان من المطبقين لها فليسع للأفضل ‘واذا لم يكن
فليعمل على تقوية سلوكه على ضوئها.وليعلم أن عظماء التاريخ أخذوا مكانهم في افئدة محبيهم من الناس ‘لأنهم -إضافة إلى أبعاد عظمتهم الأخرى -كانوا يطبقون هذا المبدأ العظيم.
أن أراد كسب ود الناس وحبهم‘ وحتى ولو في الأمور الصغير والكبيره ‘ فايؤهله إلى أن يطبقها في الأمور والقضايا الأكبر .
فضلاً عن أنها قاعدة تفعل فعل السحر في قلوب الناس لكسب مودتهم ومحبتهم فهي خلق يقوم على العدل والإنصاف ..وبهذا الخلق يتعامل الناس فيما بينهم وهم متعاونون‘متكافلون‘
مشتركون في الامال والآلام‘كأنهم افنان في شجرة واحدة ‘ أو أوراق في غصن واحد.
وفي مجال التعامل مع الناس جعلهم يشعرون بأهميتهم من الأمور التي يجب أن تدرج في الحب للناس كما الحب للنفس ‘ ومن الأمور التي تجعل المرء محبوباً بين أخوانه وبين البشر عموماً
إن المرء ليحب أن يقدر‘ وتحترم وظيفته‘ فاعلى سبيل المثال:إن تقديم السلام ‘وإسداء الشكر الى احدى الموظفين بشركة يجعله ‘سعيداً ومسرور النفس ويعطيه ثقة بنفسه ‘ويحفزه على الأخلاص في العمل والإحسان للأخرين ‘وكل ذلك
بسبب التقدير والأهتمام به.
وكلمة مديح مخلصة نزيهةٍ يقولها المرء لزوجته‘كأن يقول لها : أقدر فيك أخلاقك الحسنة‘او أن يقول لها أقدر الخدمات الجليلة التي تقومين بها في المنزل.
أن هذه العبارات وأمثالها تجعل الزوجة مسرورة تشعر بالسعادة وتعمق حالة الحب بينهما وكل ذلك الأنه زوجها منحها التقدير أي اح لها كما يحب لنفسه إذ قدرها كما يحب هو أن تقدره.
وكثيرة هي العبارات الطيبة التي تجعل الشخص سعيداً.
والان‘ فلكي يصبح المرء محبوباً بين الناس كاسباً لمودتهم ومحبتهم منصفاً لهم من نفسه ‘عليه أن يلتزم بهذه القاعدة العظيمة.. التي حاولت ان اشرحها لكم قدر المستطع وشكرالجزيل لجميع من قراء هذا الموضوع
منقوووول اختكم في الله هاجر