من الأساليب التي يكون لها وقع شديد على النفوس الناس ‘وتبعث روح الإنقباض والتذمر واليأس فيهم ‘وعدم الأندفاع والتقدم :تبيان أخطائهم بشكل هجومي ‘أو لاذع‘أو بشكل مباشر
وتفخيم وتضخيم غلطاتهم وعثراتهم واعتبارها كبيرة ‘أو عسرة التصحيح..
وكمثال على ذلك:
نجار يعمل في الورشة له مساعد جاء يتدرب على يديه . يكلف النجار مساعده بصناعة منضدة ‘فيقوم الأخير بإنجازها امتثالاً لطلب استاذه . ويصادف أن تنجز المنضدة ضعيفةغير متماسكة.
فيأتي النجار لمساعده ‘ويقول له مقرعاً: ماهذه المنضدة؟!! إنك لاتفقه شيئاً في فن النجارة ‘ ويجدر بك أن لا تصبح نجاراً !
إن أسلوب النجار هذا قد لايعمل على إصلاح خطأ المساعد فحسب بل يعمل على إحداث حالة يأس فيه من التقدم في فن النجارة‘ والاستمرار فيها وربما ترك النجارة الى غير رجعة اليها.
بينما لو استخدم أسلوباً آخر وقول لمساعده:إنني في بداية اشتغالي بالنجارة لم أكن أوفر حظاً مما أنت عليه الأن ‘وآمل ان تحظى بمستقبل جيد في فن النجارة ‘ومع أعتذاري‘أن المنضدة التي صنعتها ‘كان حرياً بك ان تجعلها أكثر قوة ومتانة وجمالاً
وإني لا اشك في ان مستواك في حرفة النجارة سيشهد تطوراً-الى الأفضل-ملموساً في المستقبل.
وهكذا الحال في جميع مجالات التعامل مع الناس فالأولى ان لانجعل من غلطاتهم وزلاتهم وأخطائهم أموراً لاتقبل التصحيح‘ وينبغي أن نجعلها تبدو ميسورة التصحيح وسهة وعلى سبيل المثال : إذا أخطاء شخص بأن قال كلمة و فعل فعلاً
غير لائقة ‘او فعل فعلاً غير لائق أوصحيح ‘ فمن الخطأ ان نقيم الدنياولا نقعدها‘ بل الأجدربنا ان نعامله بهذا الأسلوب ‘ بأن نقول له: المعروف عنك أنك أنسان تعرف كيف تتعامل مع الناس بوجه وليس من عادتك ان
تتلفظ كلمات غير لائقه أوتفعل افعالاً غير محمودة أوغير صحيحة بحقهم وإننا على ثقة من أنك تعلم الخطأ ماقلت ولن تقترف مثل ذلك مستقبلاً.
وحتى في مجال التعامل مع الأعمال ‘ فإظهارها بأنها صعبة ‘ ومستعصية قد تبعث في محملها أحساس بعدم أو ضعف القدرة على القيام بها ‘بينماجعلها تبدو سهلة وهينة‘ أسلوب حسن لأن يتحملها -بشكل جيد- من هو مكلف بالقيام بها.
فإذا أراد المرء تنبيه الأخرين دون ان يريق ماء وجوهم‘ ليكن حكيماً في أن يجعل خطائهم ميسورة التصحيح ‘ وأن لايفخمها وان يظهرالأعمال التي يريدهم ان يقوموا بها ‘سهلة‘هينة...