الحــب
انها كلمة تتكون من حرفين فقط ( حب )
ولكنها تحميل الكثير من المعاني
ومن منا لم يشعر به يطرق ابواب قلبه
او يجعله يسهر الليالي
ولقد جمعت لكم من عدة مصادر
هذا الموضوع الذي اتمنى ان ينال اعجابكم
في البداية
ماهو الحب؟...
محاولة الإجابة على هذا السؤال وتعريف الحب هي أصعب مهمة على أي إنسان سواء كان مفكراً أو فيلسوفاً أو شاعراً أو عالماً، وهذه المحاولة تشبه إقتناع إنسان بأنه مادام صار قادراً على الميزان بميزان الذهب فإنه يستطيع بسهولة أن يزن الجبال !!.
بجانب الحب الذي نتحدث عنه ونقصده وهو حب الرجل للمرأة والعكس، توجد أنواع مختلفة وأصناف متباينة وأنماط شديدة التنوع للحب، يوجد حب الآباء لأولادهم، وحب الوطن، وحب الرب، وحب القمر والشيكولاته والآيس كريم، أو حب مدينة أو مكان له ذكرى في الوجدان...الخ.
على الرغم من أن كل الأنواع السابقة تندرج تحت عنوان كبير واحد وهو الحب، فإن كلاً من هذه الأنواع له معنى ومذاق مختلف، وإذا كانت اللغة الإنجليزية تقتصر على كلمة LOVE للتعبير عن الحب وقاموسه الواسع، فإن اللغة العربية كانت أشمل وأكثر قدرة على الإحاطة بهذا الشعور المستعصي على التعريف، والمراوغ لمن يحاول وضعه في قفص التصنيف والتبويب، ففي اللغة العربية نجد الهوى أول مراتب الحب، إلى أن نصل إلى الهيام في آخر درجاته مروراً بالكلف والعشق والشغف واللوعة والهوى وغيرها من الكلمات والتعابير التي لكل منها معنى مختلف ومميز عن الآخر.
ونحن حين نتحدث عن حب شخص لشخص آخر يطالعنا أبسط تعريف قدمه روبرت هينلين في كتابه "غريب في أرض غريبة"، وهو أن "الحب هو هذه الحالة التي تصبح فيها سعادة شخص آخر ضرورية لك"، هذا هو بالطبع الحب الذي قصده شكسبير في مسرحيته الرائعة روميو وجولييت، وغنى له عبد الحليم حافظ، وترك من أجله إدوارد الثامن أهم وأغلى عرش ملكي في العالم، وهو عرش إنجلترا لكي يرتبط بامرأة أحبها طيلة حياته.
في أي نوع من أنواع الحب التي ذكرناها أو تناولتها التعريفات يظل العنصر الاساسي الذي يشملها جميعاً، والعصب الاساسي الذي يغذيها كافة، هو شيء واحد فقط ، الإهتمام، فالإهتمام بالشخص المحبوب هو أهم الضروريات، أو على الأصح هو الحد الأدنى لأي تعريف، وبدون هذا الإهتمام يصبح مايشبه الحب مجرد رغبة أو نزوة، وهنا يكمن الفرق فيما بين الحب والرغبة (LOVE and DESIRE)، ، تكون الرغبة هي التي تؤدي بالشخص لأن يتظاهر بحب شخص ما لكي يصل إلى هذه الأهداف.
وبما أن الحب والرغبة الجنسية كليهما ممكن أن يختلط مع الآخر في الأذهان لدرجة أنه من أشد الأشياء صعوبة هي أن نفرق بينهما من حيث الدرجة أو من حيث الشدة أو الأسبقية، وكانت نقطة التفرقة الأساسية عند الكثيرين تكمن فيما وراء الشعور، أي في الشعور الخفي وليس الظاهر، بمعنى أنه عموماً توصف الرغبة الجنسية بأنها أضيق، ولذلك فمن السهل أن يفقدها الإنسان بسرعة، أما الحب فهو أكثر إتساعاً وبالتالي أكثر تعقيداً، ولذلك فإن الحب عاطفة ثابتة لاتفقد بسهولة، وبتوضيح أكثر فإن الرغبة الجنسية غير الناضجة تفتقد إلى عنصري الإهتمام والإحترام، ولايمثل هذان العنصران نواة صلبة للعلاقة التي ينقصها النضج كما ذكرنا كأغلب علاقات المراهقين، ولذلك فإن الرغبة دائماً تعرف عن الطريق الجسدي أو الحسي وليس إطلاقاً عن الطريق الروحى، بينما يحتوى الحب في داخله على شغف جنسي ورغبة في الإتحاد بالطرف الآخر، إلا أنها في كل الأحوال لابد أن تحتوي على العنصرين السابقين، وهما الإهتمام والإحترام وبدونهما يصبح الإنجذاب إلى أي شخص هو حب مزيف، مجرد تقليد، من الممكن أن نطلق عليه أي شيء إلا كلمة حب، فالإحترام يسمح لنا بأن نقدر هوية وتكامل شخص المحبوب، ويمنعنا من أن نحوله إلى مادة للإستثمار أو الإستغلال بطريقة أنانية، والإحترام الذي أقصده حتى لاتختلط الأمور ليس الإحترام المرسوم في أذهاننا بالنسبة للآداء الجنسي، فما نعتبره نحن إباحياً وقلة أدب في هذا الآداء من الممكن أن يكون قمة الإحترام بالنسبة لرغبات الطرف الآخر، ولكن الإحترام الذي أقصده هو إحترام أحاسيس الطرف الآخر وتقدير هويته.
لعل هذه المعاني السابقة هي التي وردت على ذهن د. لاغاش أستاذ علم النفس بالسوربون حين أراد أن يحدد العلاقة والفرق أيضاً بين الحب والرغبة الجنسية، فهو يقول "لاسبيل لنا إلى تفسير الحب تفسيراً صحيحاً لو أننااإقتصرنا على إرجاعه إلى مجرد الحاجة الجنسية، والواقع أن الحب إنما يتجاوب مع الإرتقاء النفسى للبشر، من حيث أنهم في حاجة إلى أن يحِبوا وأن يحَبوا بكسر الحاء وفتحها، أعني أن الفرد في حاجة إلى فرد آخر، وكل ماتفعله يقظة الغرائز الجنسية هو أنها تساعد على خلق الجو النفسي الملائم لمولد الحب، إذن فإن الدلالة الحيوية للحب لا يمكن أن تكون هي التناسل بل هي التحرر من العزلة النفسية،